• انتعاش الأسهم العالمية نتيجة لانخفاض حدة التوترات التجارية وتحسن البيانات الاقتصادية
  • توقعات بحفاظ البنوك المركزية على ثبات سياساتها خلال الأسبوع الجاري
  • ارتفاع أسعار النفط على ضوء اضطراب الإمدادات الصادرة من ليبيا

 

حافظ التوجه الصاعد لأسواق الأسهم على زخمه بعد مرور ثلاثة أسابيع من دخولنا العام الجديد. وواصلت بورصة ’وول ستريت‘ تسجيل مستويات قياسية جديدة، لا سيّما في ظل ارتفاع مؤشر ’ستاندرد آند بورز500‘ بأكثر من 3% منذ بداية العام. وفي أوروبا من الناحية الأخرى، نجح مؤشر ’ستوكس 600‘ في كسر عتبة المقاومة التي وصل إليها مؤخراً وأغلق عند مستوى قياسي جديد يوم الجمعة.

 

وأسهمت العديد من العوامل في تعزيز هذا التوجه الصاعد، بما فيها الاتفاق التجاري بين الولايات المتحدة والصين، والبيانات الاقتصادية التي جاءت أفضل من المتوقع من الولايات المتحدة والصين، والأهم من ذلك، لجوء الاحتياطي الفدرالي إلى إضافة السيولة قصيرة الأجل إلى النظام المالي.

 

وبرغم التخوف المنطقي من التقييمات العالية في أسواق الأسهم، إلا أنه من المتوقع أن تحقق الأسهم العالمية مزيداً من المكاسب، في ظل استمرار السياسات النقدية الميسرة والانخفاض النسبي لعائدات السندات وقوة البيانات الاقتصادية.

 

وكانت الأرباح المؤسسية العنصر المفقود خلال هذا التوجه الصاعد؛ إذ من المتوقع أن يُسجل مؤشر ’ستاندرد آند بورز500‘ انخفاض أرباحه السنوية للربع الرابع على التوالي، علماً أن العديد من المراقبين ما زالوا يتأملون انتهاء مرحلة الانكماش التي عانت منها المكاسب الأمريكية خلال الربع الرابع. ومن جهة أخرى، يتوقع محللو الأسهم تحقيق نمو بواقع 4.3% في المكاسب خلال الربع الأول لعام 2020، وهي نسبة مهيئة لتحقيق زيادة كبيرة خلال الأرباع المقبلة لتصل إلى 15% خلال الربع الأخير من 2020. بينما أسهمت النظرة التطلعية للأسواق في تجاهل الضعف الأخير في مستويات المكاسب المؤسسية.

 

هذا وستقوم 44 شركة بالإعلان عن نتائجها خلال الأسبوع الجاري، لا سيّما بعد تسجيل البنوك الاستثمارية الضخمة في الولايات المتحدة لانطلاقة متفائلة لموسم المكاسب خلال الأسبوع المنصرم. وتضم القائمة كُلّاً من: ’آي بي إم‘ و’نتفليكس‘ و’بيكر هيوز‘ و’جونسون آند جونسون‘ و’تكساس إنسترومنتس‘ و’إنتل‘ و’بروكتر آند جامبل‘.

 

اجتماعات البنوك المركزية

يزداد اهتمام متداولي العملات باجتماعات البنوك المركزية هذا الأسبوع، حيث سيعقد كل من البنك المركزي الأوروبي وبنك اليابان وبنك كندا أولى اجتماعات السياسة النقدية لهذا العام.

 

ومن المرجح أن يكون اجتماع البنك المركزي الأوروبي أكثرها أهمية؛ إذ تعتزم كريستين لاغارد، الرئيسة الجديدة للبنك، طرح المراجعة الاستراتيجية الثانية للبنك المركزي فحسب خلال تاريخ اليورو، الذي يمتد لعقدين من الزمن. غير أنّنا لا نتوقع حدوث أيّ تغييرات في أسعار الفائدة أو برنامج شراء الأصول.

 

ومن جانب آخر، من المتوقع أن يُبقي كلّ من بنك اليابان وبنك كندا على سياساتهما دون أيّ تغيير، خاصة وأنّ عوامل مثل الانخفاض الأخير في حدة التوترات التجارية والتحسن في البيانات الاقتصادية ستمنحهما بعض الوقت قبل اتخاذ أيّ قرار حول ضرورة خفض أسعار الفائدة. وبالتالي، فمن شأن طبيعة التصريحات الصادرة أن تؤثر على عملات الدولتين.

 

ارتفاع أسعار النفط نتيجة لاضطراب الإمدادات

 

كان النفط فئة الأصول الوحيدة التي شهدت تحركات بارزة في وقت مبكر من يوم الإثنين؛ إذ ارتفعت قيمة خام برنت بأكثر من 1.2% حتى تاريخ كتابة المقال، بعد توقف الإنتاج في منشأتين في ليبيا. وبرغم حصول الأسواق على ما يُلبي حاجتها من الإنتاج، تُذكّر هذه الأحداث المستثمرين بالدور الكبير الذي تلعبه المخاطر الجيوسياسية في تسعير النفط. وتُشير التقديرات إلى توقف حوالي 800 ألف برميل من إمدادات النفط الخام، ما يجعلنا على أبواب زيادة جديدة في الأسعار خلال الأيام المقبلة، في حال عدم استئناف الإنتاج على نحو سريع.

 

تنويه: يحتوي هذا المقال على آراء خاصة بالكاتب، ولا ينبغي استخدامها كمشورة أو نصيحة للإستثمار، ولا يعتبر دافعاً للقيام بأي معاملات بأدوات مالية، وليس ضماناً أو توقعاً للحصول على أي نتائج في المستقبل. لا تضمن ForexTime (FXTM)، أو شركاءها المتعاونين، أو وكلاءها، أو مديريها، أو موظفيها أي صحة، أو دقة، أو حسن توقع أي معلومات أو بيانات واردة في هذا المقال، ولا يتحملون مسؤولية الخسائر الناتجة عن أي استثمار تم على أساسها.